==التاريخ==القدس
تعاقبت على المدينة بعد تأسيسها على أيدي اليبوسيين العرب أمم شتى، واحتلها داوود من [[كنعانيون|الكنعانيين]] حوالي (1000) ق.م، ثم دمرها القائد الروماني تيطس.
فتح العرب المسلمون لأسباب دينية واستراتيجية بعد انتصارهم على الرومان في [[معركة اليرموك]]. وطلب أهلها الصلح والأمان على أن يتولى ذلك الخليفة عمر بن الخطاب.
ووصل الخليفة عمر إلى القدس، ووقع العهدة العمرية لبطريرك المدينة صفرونيوس. وضمنها شرطاً طلبه البطريرك وهو ألا يسكن اليهود فيها.
{{حقيقة|حافظت على طابعها العربي الإسلامي حتى إبان الاحتلال الفرنجة لها}} (1099-1187) واستعادها [[صلاح الدين الأيوبي]] سنة [[1187]]م. واستولى عليها ال[[عثمانيون]] عام [[1517]].
وأعاد [[سليمان القانوني]] بناء سور المدينة وطوله أربعة كيلو مترات وارتفاعه اثنا عشر متراً وله ثمانية أبواب.
بنى المسلمون العديد من القباب والمآذن والأروقة والأبواب والسبل في صحن الصخرة المشرفة وبجوارها وفي الحرم وحوله.
وبنوا في مختلف العهود الإسلامية مساجد بلغت (34) مسجداً معظمها داخل المدينة القديمة وعدداً كبيراً من الزوايا يؤمها الحجاج من مختلف البلدان الإسلامية، كالزاوية النقشبندية للحجاج القادمين من أوزبكستان، وزاوية الهنود للحجاج القادمين من الهند، والزاوية القادرية للحجاج القادمين من أفغانستان، ولكل زاوية أوقاف ومسجد وغرف للنوم.
أنشأ المسلمون مدارس لطلب العلم، بلغ عددها (56) مدرسة للمسلمين من أهل المدينة ومن المشرق والمغرب، وأصبحت المدينة غنية بالأبنية والنقوش والزخارف الإسلامية والقناديل النادرة التي لا مثيل لها على الإطلاق.<ref>الأصالة الإسلامية في عمارة القدس وزخارفها - دراسة للباحث عفيف البهنسي، ضمن أعمال ندوة "هوية القدس العربية والإسلامية" والتي عُقدت بعمّان عام 1995.</ref>
وبحسب المصادر الإسلامية، فقد أسرى الله بالنبي محمد إليها حيث جاء في القران: {{قرآن|سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله}}.
وروي عن محمد قوله: "إن الله خص فلسطين بالتقديس" وجعلها النبي محمد قبلة المسلمين الأولى وثالث الحرمين الشريفين، وأقام الخليفة عمر بن الخطاب مسجده فيها.
وبنى الخليفة الأموي [[عبد الملك بن مروان]] [[مسجد الصخرة]]، ورصد لبنائه أموال [[مصر]] لمدة سبع سنوات. ونقش أسمه على قبة الصخرة المشرفة مع تاريخ البناء سنة 72 هـ.
وتعتبر [[قبة الصخرة]] و[[المسجد الأقصى]] من أهم وأقدم المعالم العربية الإسلامية في المدينة. جزءاً أساسياً من التراث الإسلامي ومن أكثره قدسية.
وصلى صلاح الدين في المسجد الأقصى بعد أن تم الفتح على يديه. ونقل إليه المحراب الذي سمي باسمه من [[الجامع الأموي]] ب[[حلب]] وبقي فيه إلى أن أحرقه اليهود في محاولة [[حريق المسجد الأقصى|إحراق الأقصى]] في [[21 أغسطس|21 آب]] [[1969]].
فالدمشقيون الأمويون أقاموا قبة الصخرة المثمَّنة والمذهبة ومسجد الأقصى، واستخدمت أموال سبع سنوات من خراج مصر لإقامة قبة الصخرة. ومداخل المسجد الأقصى وأبوابه وقبته. أما تخطيط المسجد الأقصى الذي نراه اليوم فهو هندسة [[الدولة العباسية|عباسية]] بغدادية.
و[[أيوبيون|الأيوبيون]] هم أيضاً من رمم جدران الحرم. والأتراك [[الدولة العثمانية|العثمانيون]] هم من جهزوا الكسوة بالقاشاني الملون على أرضية زرقاء كان قبلها مزيناً بالفسيفساء التي اشتهرت بها المدرسة السورية. والأتراك أيضًا هم الذين بنى سور المدينة القديمة، مما جسّد مساهمة الأمة الإسلامية بأسرها في بنائه والمحافظة عليه وعلى تاريخ القدس العريق وطابعها العربي الإسلامي.
إن تاريخ القدس يثبت أنها مدينة عربية أسسها العرب، ويذكر المؤرخ [[هنري بريستيد]] H. Breasted «أن الكنعانيين من القبائل العربية التي استوطنت فلسطين منذ عام 2500 ق. م». وهذا سبب تسمية فلسطين بـ"أرض كنعان"، وهي التسمية التي ذكرتها [[التوارة]]<ref>تاريخ فلسطين القديم، ظفر الإسلام خان، ص 27-26.</ref>. وبعد تأسيسها احتلها داوود، ودمرها الرومان ثم شيدوها، وازدهرت في العهد الإسلامي، فهي بحكم التأسيس والبناء والتاريخ مدينة عربية إسلامية فالعرب هم الذين بنوها وعمروها، وانطلاقاً من حق الملكية فإن العرب والمسلمين هم الذين أسسوها وامتلكوها إلى أن جاء الاحتلال الإسرائيلي للقدس الغربية عام 1948 والاحتلال الإسرائيلي للقدس الشرقية عام 1967.
{{حقيقة|إن تاريخ القدس لا ينفصل عن تاريخ فلسطين وعروبتها والأطماع الاستعمارية واليهودية في أهميتها الدينية والاستراتيجية والسياسية والتجارية منذ القدم.}}
{{حقيقة|وكانت القدس جزءاً لا يتجزأ من سورية والوطن العربي شاركت في صنع أحداثه وتراثه وحضارته فالتحالف بين الاستعمار والصهيونية في غزو البلاد المقدسة لم يكن مسالة دينية وإنما مصلحة استعمارية لاستغلال ثورات المنطقة والهيمنة عليها ومحاربة العروبة والإسلام، بالرغم من أن المسلمين قد حافظوا على حقوق الطوائف المختلفة وتراث المدينة الحضاري.}}
{{حقيقة|كانت فلسطين عبر التاريخ إلى أن جاءت [[اتفاقية سايكس بيكو]]، جزءاً لا يتجزأ من سورية وبلاد الشام.}}
اعتبر المؤرخ الإغريقي [[هيرودوتس]] فلسطين جزءاً من ديار الشام. وأجمع مؤرخو الفرنجة إبان الحروب الصليبية أن فلسطين ديار شامية.<ref>[http://www.awu-dam.org/alesbouh/750/isb005.htm القدس تاريخياً ودينياً ـــ أحلام الترك] - جريدة الاسبوع الأدبي - العدد 750 تاريخ 17/3/2001 - من موقع اتحاد الكتاب العرب</ref>
وذكر [[مجير الدين الحنبلي]] صاحب كتاب "[[الأنس الجليل بتاريخ القدس والخليل]]"، أن الأوائل قد قسموا الشام خمسة أقسام: الشام الأولى فلسطين وأوسط بلدها الرملة، والشام الثانية حوران، ومدينتها العظمى طبرية، والشام الثالثة الغوطة ومدينتها العظمى دمشق، والشام الرابعة حمص، والشام الخامسة قنسرين ومدينتها العظمى حلب.
وبعكس توصيات [[لجنة كينغ كرين]] الأمريكية لتقصي الحقائق وسبر رغبات السكان المحليين، سلخت الدولتان الاستعماريتان بريطانيا وفرنسا "فلسطين" عن الوطن الأم [[سوريا]] كمقدمة لتحقيق المشروع الصهيوني في الديار المقدسة.<ref>مصلح، محمد. 1989. جذور الوطنية الفلسطينية (بالإنكليزية). مطبعة جامعة كولومبيا.</ref>
تعاقبت على المدينة بعد تأسيسها على أيدي اليبوسيين العرب أمم شتى، واحتلها داوود من [[كنعانيون|الكنعانيين]] حوالي (1000) ق.م، ثم دمرها القائد الروماني تيطس.
فتح العرب المسلمون لأسباب دينية واستراتيجية بعد انتصارهم على الرومان في [[معركة اليرموك]]. وطلب أهلها الصلح والأمان على أن يتولى ذلك الخليفة عمر بن الخطاب.
ووصل الخليفة عمر إلى القدس، ووقع العهدة العمرية لبطريرك المدينة صفرونيوس. وضمنها شرطاً طلبه البطريرك وهو ألا يسكن اليهود فيها.
{{حقيقة|حافظت على طابعها العربي الإسلامي حتى إبان الاحتلال الفرنجة لها}} (1099-1187) واستعادها [[صلاح الدين الأيوبي]] سنة [[1187]]م. واستولى عليها ال[[عثمانيون]] عام [[1517]].
وأعاد [[سليمان القانوني]] بناء سور المدينة وطوله أربعة كيلو مترات وارتفاعه اثنا عشر متراً وله ثمانية أبواب.
بنى المسلمون العديد من القباب والمآذن والأروقة والأبواب والسبل في صحن الصخرة المشرفة وبجوارها وفي الحرم وحوله.
وبنوا في مختلف العهود الإسلامية مساجد بلغت (34) مسجداً معظمها داخل المدينة القديمة وعدداً كبيراً من الزوايا يؤمها الحجاج من مختلف البلدان الإسلامية، كالزاوية النقشبندية للحجاج القادمين من أوزبكستان، وزاوية الهنود للحجاج القادمين من الهند، والزاوية القادرية للحجاج القادمين من أفغانستان، ولكل زاوية أوقاف ومسجد وغرف للنوم.
أنشأ المسلمون مدارس لطلب العلم، بلغ عددها (56) مدرسة للمسلمين من أهل المدينة ومن المشرق والمغرب، وأصبحت المدينة غنية بالأبنية والنقوش والزخارف الإسلامية والقناديل النادرة التي لا مثيل لها على الإطلاق.<ref>الأصالة الإسلامية في عمارة القدس وزخارفها - دراسة للباحث عفيف البهنسي، ضمن أعمال ندوة "هوية القدس العربية والإسلامية" والتي عُقدت بعمّان عام 1995.</ref>
وبحسب المصادر الإسلامية، فقد أسرى الله بالنبي محمد إليها حيث جاء في القران: {{قرآن|سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله}}.
وروي عن محمد قوله: "إن الله خص فلسطين بالتقديس" وجعلها النبي محمد قبلة المسلمين الأولى وثالث الحرمين الشريفين، وأقام الخليفة عمر بن الخطاب مسجده فيها.
وبنى الخليفة الأموي [[عبد الملك بن مروان]] [[مسجد الصخرة]]، ورصد لبنائه أموال [[مصر]] لمدة سبع سنوات. ونقش أسمه على قبة الصخرة المشرفة مع تاريخ البناء سنة 72 هـ.
وتعتبر [[قبة الصخرة]] و[[المسجد الأقصى]] من أهم وأقدم المعالم العربية الإسلامية في المدينة. جزءاً أساسياً من التراث الإسلامي ومن أكثره قدسية.
وصلى صلاح الدين في المسجد الأقصى بعد أن تم الفتح على يديه. ونقل إليه المحراب الذي سمي باسمه من [[الجامع الأموي]] ب[[حلب]] وبقي فيه إلى أن أحرقه اليهود في محاولة [[حريق المسجد الأقصى|إحراق الأقصى]] في [[21 أغسطس|21 آب]] [[1969]].
فالدمشقيون الأمويون أقاموا قبة الصخرة المثمَّنة والمذهبة ومسجد الأقصى، واستخدمت أموال سبع سنوات من خراج مصر لإقامة قبة الصخرة. ومداخل المسجد الأقصى وأبوابه وقبته. أما تخطيط المسجد الأقصى الذي نراه اليوم فهو هندسة [[الدولة العباسية|عباسية]] بغدادية.
و[[أيوبيون|الأيوبيون]] هم أيضاً من رمم جدران الحرم. والأتراك [[الدولة العثمانية|العثمانيون]] هم من جهزوا الكسوة بالقاشاني الملون على أرضية زرقاء كان قبلها مزيناً بالفسيفساء التي اشتهرت بها المدرسة السورية. والأتراك أيضًا هم الذين بنى سور المدينة القديمة، مما جسّد مساهمة الأمة الإسلامية بأسرها في بنائه والمحافظة عليه وعلى تاريخ القدس العريق وطابعها العربي الإسلامي.
إن تاريخ القدس يثبت أنها مدينة عربية أسسها العرب، ويذكر المؤرخ [[هنري بريستيد]] H. Breasted «أن الكنعانيين من القبائل العربية التي استوطنت فلسطين منذ عام 2500 ق. م». وهذا سبب تسمية فلسطين بـ"أرض كنعان"، وهي التسمية التي ذكرتها [[التوارة]]<ref>تاريخ فلسطين القديم، ظفر الإسلام خان، ص 27-26.</ref>. وبعد تأسيسها احتلها داوود، ودمرها الرومان ثم شيدوها، وازدهرت في العهد الإسلامي، فهي بحكم التأسيس والبناء والتاريخ مدينة عربية إسلامية فالعرب هم الذين بنوها وعمروها، وانطلاقاً من حق الملكية فإن العرب والمسلمين هم الذين أسسوها وامتلكوها إلى أن جاء الاحتلال الإسرائيلي للقدس الغربية عام 1948 والاحتلال الإسرائيلي للقدس الشرقية عام 1967.
{{حقيقة|إن تاريخ القدس لا ينفصل عن تاريخ فلسطين وعروبتها والأطماع الاستعمارية واليهودية في أهميتها الدينية والاستراتيجية والسياسية والتجارية منذ القدم.}}
{{حقيقة|وكانت القدس جزءاً لا يتجزأ من سورية والوطن العربي شاركت في صنع أحداثه وتراثه وحضارته فالتحالف بين الاستعمار والصهيونية في غزو البلاد المقدسة لم يكن مسالة دينية وإنما مصلحة استعمارية لاستغلال ثورات المنطقة والهيمنة عليها ومحاربة العروبة والإسلام، بالرغم من أن المسلمين قد حافظوا على حقوق الطوائف المختلفة وتراث المدينة الحضاري.}}
{{حقيقة|كانت فلسطين عبر التاريخ إلى أن جاءت [[اتفاقية سايكس بيكو]]، جزءاً لا يتجزأ من سورية وبلاد الشام.}}
اعتبر المؤرخ الإغريقي [[هيرودوتس]] فلسطين جزءاً من ديار الشام. وأجمع مؤرخو الفرنجة إبان الحروب الصليبية أن فلسطين ديار شامية.<ref>[http://www.awu-dam.org/alesbouh/750/isb005.htm القدس تاريخياً ودينياً ـــ أحلام الترك] - جريدة الاسبوع الأدبي - العدد 750 تاريخ 17/3/2001 - من موقع اتحاد الكتاب العرب</ref>
وذكر [[مجير الدين الحنبلي]] صاحب كتاب "[[الأنس الجليل بتاريخ القدس والخليل]]"، أن الأوائل قد قسموا الشام خمسة أقسام: الشام الأولى فلسطين وأوسط بلدها الرملة، والشام الثانية حوران، ومدينتها العظمى طبرية، والشام الثالثة الغوطة ومدينتها العظمى دمشق، والشام الرابعة حمص، والشام الخامسة قنسرين ومدينتها العظمى حلب.
وبعكس توصيات [[لجنة كينغ كرين]] الأمريكية لتقصي الحقائق وسبر رغبات السكان المحليين، سلخت الدولتان الاستعماريتان بريطانيا وفرنسا "فلسطين" عن الوطن الأم [[سوريا]] كمقدمة لتحقيق المشروع الصهيوني في الديار المقدسة.<ref>مصلح، محمد. 1989. جذور الوطنية الفلسطينية (بالإنكليزية). مطبعة جامعة كولومبيا.</ref>
حكم المسلمون مدينة القدس ثلاثة عشر قرناً وكانت اللغة العربية، لغة القرآن الكريم هي السائدة، حتى إبان الحكم العثماني. فالحضارة التي عرفتها القدس ترجع إلى فترة الحكم الإسلامي فيها. كان سكان المدينة عرباً لساناً وحضارةً. واليهود طارئون على المدينة، استوطنوا خارجها. وتعتبر الآثار المسيحية ذات أهمية بالغة لأنها آثار السيد المسيح والحواريين والشهداء، ولا مثيل لها في أي بقعة من بقاع العالم ومنها: [[كنيسة القيامة]] التي تضم قبر السيد المسيح، و[[طريق الآلام]] وما شيدت فيه من كنائس. فالمدينة القديمة مليئة بالمساجد والكنائس والمدارس والزوايا والمقابر، وأسندت حراسة كنيسة القيامة، وهي أعظم المقدسات المسيحية في العالم إلى أسرتين مسلمتين مقدسيتين ومعهما مفاتيح الكنيسة.
0 التعليقات:
إرسال تعليق